توصلت شركتا Visa وMastercard إلى تسوية تاريخية بقيمة 30 مليار دولار مع تجار التجزئة في الولايات المتحدة، وهو حدث تاريخي في القطاع المالي. تمثل الاتفاقية، التي لا تزال في انتظار موافقة المحكمة، لحظة مهمة في النزاع المستمر حول رسوم التبادل - الرسوم التي يدفعها التجار لمعالجة معاملات البطاقة. وتقترح الاتفاقية، التي جاءت نتيجة نزاع قانوني يعود تاريخه إلى عام 2005، تغييرات مهمة تهدف إلى الحد من هذه الرسوم ومنح تجار التجزئة قدرًا أكبر من الاستقلالية فيما يتعلق بطرق معالجة الدفع.

التأثير الواسع للتسوية

ومن الأمور الأساسية في التسوية تحديد سقف لرسوم التمرير، والتي تعد مصدرًا رئيسيًا للإيرادات للبنوك المصدرة لبطاقات Visa وMastercard. وبما أن رسوم التبادل تتراوح عادة حول 2% لكل معاملة، فمن المتوقع أن يؤدي الحد الأقصى المقترح إلى تخفيف العبء المالي على التجار. وبالإضافة إلى ذلك، توفر الاتفاقية لتجار التجزئة إمكانية فرض رسوم إضافية على معاملات فيزا وماستركارد، وهي خطوة مصممة لتشجيع المستهلكين على اعتماد طرق دفع أكثر فعالية من حيث التكلفة. تتيح هذه المرونة المكتشفة حديثًا للتجار أن يكونوا أكثر استراتيجية بشأن التكاليف المرتبطة بقبول مدفوعات بطاقات الائتمان وربما توجيه العملاء نحو البطاقات ذات رسوم المعاملات الأقل.

الآثار المترتبة على قطاع البنوك والتجزئة

إن الآثار المترتبة على هذه التسوية بعيدة المدى، وخاصة بالنسبة للبنوك مثل جيه بي مورجان تشيس، وبنك أوف أمريكا، وسيتي جروب، والتي تعد من بين أكبر الجهات المصدرة لبطاقات فيزا وماستركارد. وقد تشهد هذه المؤسسات انخفاضًا كبيرًا في دخلها من رسوم التبادل، الأمر الذي سيتطلب منها إعادة التفكير في نماذج أعمالها. [1] ومع ذلك، كان رد الفعل الأولي لسوق الأوراق المالية متفائلاً بحذر، مع ارتفاع متواضع في أسعار أسهم [1] البنوك وشبكات البطاقات المتضررة، مما يشير إلى أن التأثير طويل المدى ربما لا يزال مفتوحًا.*

الآفاق المستقبلية والتعديلات الإستراتيجية

وبالنظر إلى المستقبل، تستعد التسوية للدخول في حقبة جديدة في مجال معالجة بطاقات الائتمان والصناعات المصرفية الاستهلاكية. من خلال تقليل ربحية إصدار بطاقات الائتمان للبنوك، يمكن أن تؤدي التسوية إلى تغييرات في برامج مكافآت بطاقات الائتمان وعرض القيمة الإجمالية المقدمة للمستهلكين. ويمكن لتجار التجزئة استخدام الاتفاقية للدفع نحو مزيد من الإصلاحات، خاصة في هياكل رسوم المعاملات وقواعد معالجة الدفع.

خاتمة

تمثل التسوية البالغة قيمتها 30 مليار دولار بين Visa وMastercard وتجار التجزئة في الولايات المتحدة حلاً لنزاع قانوني طويل الأمد وحافزًا للتغيير التحويلي في الخدمات المالية وصناعات البيع بالتجزئة. وبما أن تفاصيل هذه الاتفاقية يتم ضبطها وتنفيذها بشكل دقيق، فإن جميع الأطراف المعنية - البنوك وشبكات البطاقات وتجار التجزئة والمستهلكين - سوف تحتاج إلى التنقل في هذه التضاريس المتغيرة ببصيرة استراتيجية. وتعد هذه الاتفاقية بمثابة شهادة على الديناميكيات المتطورة للمعاملات التجارية، مما يسلط الضوء على الحاجة المستمرة لتحقيق التوازن بين الكفاءة التشغيلية للتجار والحلول المبتكرة والآمنة التي توفرها شبكات البطاقات. ومما لا شك فيه أن النظام البيئي المالي سيستمر في التطور في المستقبل، مما يعكس التفاعل المعقد بين الضغوط التنظيمية ومتطلبات السوق والتقدم التكنولوجي.

* الأداء السابق لا يعتبر ضمانا للنتائج المستقبلية

[1] تعتمد البيانات التطلعية على الافتراضات والتوقعات الحالية، والتي قد تكون غير دقيقة، أو على البيئة الاقتصادية الحالية، والتي قد تتغير. مثل هذه التصريحات ليست ضمانات للأداء المستقبلي. أنها تنطوي على مخاطر وشكوك أخرى يصعب التنبؤ بها. قد تختلف النتائج ماديًا عن تلك التي تم التعبير عنها أو ضمنًا في أي بيانات تطلعية.

[1] أداء أسهم جي بي مورجان تشيس وبنك أوف أمريكا وسيتي جروب على مدى السنوات الخمس الماضية: https://tradingeconomics.com/jpm:us https://tradingeconomics.com/bac:us https://tradingeconomics.com/c:us